بقلم نهاد سمعان
إنه لمن دواعي الاستغراب ألا يعرف الكثيرون في هذه الأيام شيئاً عمن يسمون في التاريخ العالمي ( ملوك سوريا ) أو ما يسميه المؤرخون في كل مصنفات التاريخ العالمي (الحروب السورية ) إنها ستة حروب إذا أضفنا إليها ( الحربين الرومانية السورية الأولى والثانية ) نصبح باستطاعتنا الإدراك بوضوح كيف تغير تاريخ العالم بعدها .
إن أمة لا تعرف تاريخها لايمكن أن تعرف هويتها وبالتالي لا تستطيع أن تصنع مستقبلها فتبقى مسيّرة .. منفعلة .. غير فاعلة . يُصنع لها مستقبلها وحاضرها في مطابخ أعدائها دون أن تدرك ذلك
كثيرون يستطيعون الإجابة عن طبيعة وأسباب حرب البسوس أو حرب داحس والغبراء لكنهم قلة الذين يعرفون شيئاً عن الحروب السورية الستة أو الحروب الفينيقية الثلاثة تلك التي دعاها المترجمون ( الغير أمناء ) عن حسن نية أو سوء نية الله أعلم ( الحروب الفونية أو البونية) حتى لا نشعر أنها تمت إلى أجدادنا بصلة إمعاناً منهم بتجهيل أبناء أمتنا بكل ما يمكن أن يعتزوا به ولوضع الحواجز بين عيوننا وأذهاننا وبين ما يمكن أن نستمد منه روح نهضتنا .
إن ما زاد من عزمي على كتابة شيء عن هذه الفترة الرائعة من تاريخنا هو إني فوجئت واستغربت لعدم وجود أي ذكر لهؤلاء الملوك في المنهاج الدراسي الرسمي لطلاب سوريا من الصف الأول وحتى الشهادة الثانوية بفروعها . وحتى على الإنترنيت لا يستطيع الباحث الوصول إلا إلى عناوين عريضة إذا كان لا يجيد إلا العربية ، بل على العكس فقد يجد بعض المعلومات المغلوطة خطها بعض الكتاب المصريين حولوا فيها القتيل إلى قاتل والمنتصر إلى منهزم والحكيم إلى غشيم .